ذ.موحى بويري :
حين تصفو القلوب وتصدق النوايا وحين يكون الاعتبار الذاتي والفعالية الذاتية هما المحركان الأساسيان لميزان العمل بعد التوكل على الله طبعا والخوف من عقابه، وحين يكون الهدف الأسمى هو بناء البشر قبل الحجر لإسعاد الأسر، فطبيعي أن تصدر تعليقات وبيانات عفوية مؤثرة وصادقة تزامنا مع الحدث التي يجعلها في الواجهة.
هي كذلك لأنها لا تمر ببرج المراقبة المتخصص في النقد والتشكيك والتضليل والتنقيص والتبخيس.
هي كذلك لأن ما يصدر من القلب يصل الى القلب مباشرة. والقلب مثله مثل العسل لا يقبل إلا الصفاء والنقاء.
لقد ارتأيت أن أرد على تدخلاتكم وتعليقاتكم وبياناتكم بخصوص تكريمي بالوسام الملكي، بمناسبة عيد العرش الذي يخلد الذكرى 24 لتربع صاحب الجلالة على عرش أسلافه الميامين.
اعلموا يقينا بأنني حين أسمع بأن تلميذا أو تلميذة سابقة قد نجحت في دراستها أو مشروعها أو شركته أوفي حرفته، فإنني أحس بأنني أسعد إنسان على الإطلاق. وكأنني لوحدي من بنيت شخصيته وأوصلته إلى النجاح (غرور ما بعده غرور وأنانية في أوضح صورة) هكذا حالي… إذا فمزيدا من التألق والاجتهاد والعمل الدؤوب لحجز مناصب تحفظ لكم كرامتكم في المجتمع.
تحية تقدير لجميع الأطر الذين عملت معهم تبعا لمدة 20 عاما بثانوية محمد السادس الحالية.
تحية شكر وتقدير للسيد مدير أكاديمية جهة درعة تافيلالت وطاقمه الذي تربطني بغالبيتهم علاقة ود واحترام.
شكر خاص للسيد المدير الإقليمي للوزارة بتنغير ولطاقمه الرائع الذي أحبه أيما حب وأقدره أيما تقدير.
كل الشكر والامتنان للسلطة المحلية بالنيف وأعوانها، للجماعتين المحلتين بكل من مصيسي والنيف (موظفين ومنتخبين) للجمعيات التنموية الفاعلة بالمنطقة، لجمعية آباء وأمهات التلاميذ بكل من البلدتين، للمكلفين بالنقل المدرسي…
تحية خاصة للأطر التي عملت معهم جنبا الى جنب وهم في الحقيقة أبنائي وبناتي من أطر إدارية وتربوية. لطاقم النظافة الطبخ، أمن المؤسسة، والنقل المدرسي. شكرا لهذه الصفوة المباركة التي اختارها الله وسخرها لتكون لي نعم العون ونعم السند في التسيير والتدبير. وكنت بفضلهم وبفضل الله في بحبوحة من النعم والتجليات الربانية، من سكينة وتفاهم بناء وتقدير واحترام، وأراني بمثابة كابتن فريق كرة القدم الذي يرفع الكأس وقد لا يسجل أي هدف. بفضل هؤلاء الأخيار ومتدخلين آخرين سبق ذكرهم تم تحقيق أهداف عظيمة نبيلة ومشرفة في الحقل التربوي بالمنطقة.
إذا فتكريمي بالوسام الملكي هو في الحقيقة تكريم لمجهودات كل هذه الأطراف. هو تكريم لتضحياتهم وانخراطهم الفعلي للنهوض بمستوى التعليم بهذه المنطقة من ربوع المملكة. لأن أي نجاح للمؤسسة لا يمكن بل وغير منطقي اختزاله في شخص أو جهة واحدة.
كل الشكر والامتنان لتلامذتي السابقين والذين حتمت تعليقاتهم على عيناي درف بعض الدموع بسبب تأثري العميق بكلمات رقيقة وصادقة نبعت من أعماق قلوبهم مع أنني كنت شيئا ما صارما وحازما في التعامل.
أحمد الله الذي أبقاني لأراكم كالنجوم الساطعة في السماء. لا تهمني المقارنة بين ضوء نجم وآخر لأن ذلك مرتبط أساسا بموقع ووظيفة كل نجم، لكن الأهم هو أنكم نجوم ولكل واحد منكم ضوء ولمعان يليق به وسط ظلمة الليل (الجهل)
ختاما اشكر الجميع وأتمنى لكم مزيدا من التألق والنجاح لخدمة هذا الوطن الغالي، مراعاة للمصلحة العامة وللمصالح العليا للبلاد ليكون الجميع عند حسن ظن قائد الأمة وضامن وحدتها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله وأيده وعند حسن ظن الشعب المغربي الذي يستحق التنعم بخيرات البلاد، بخدمات وأداء مؤسساتي في المستوى المطلوب. ولن يتأتى هدا كما ورد في الخطاب السامي لجلالته إلا بالجدية في العمل والتي هي أساس كل نجاح وتفوق.
أجدد التحية للجميع وأطلب السماح والصفح والعفو والتجاوز من الجميع خصوصا من تلامذتي السابقين (من مجران وتسمومين الى القائد الرامي) لأن الكمال لله عز وجل. وإذا كان الخطأ من طبع الإنسان، فإن الاعتذار من واجبه.